حول مخطط RCH


 

إذا سألنا أي إنسان عن أكثر  الأمور التي تضايقه في حياته والتي تنغص عليه معيشته وتعطله عن تحقيق ما يتمنى فيها ، لوجدنا حتما أن أحد تلك الأمور عادة سيئة اعتاد عليها منذ زمن بعيد وأصبح عاجزا عن التخلص منها.

لقد أجمع علماء النفس وخبراء النجاح البشري أن بداية السيطرة والتحكم في الحياة لأي إنسان تكون من العادات التي يمارسها هذا الإنسان وبحسب قوة العادة ونوعها وأهميتها يزداد تأثيرها سواء كان تأثيرا سلبيا أو إيجابيا ، فالعادات محايدة وستعطيك التأثير الطبيعي الذي ينتج عن عاداتك التي اخترتها مهما كانت.

ومن هنا ندرك جيدا أهمية وخطورة سيطرة العادات علينا وحتمية البحث المستمر طوال الحياة على طرق اكتساب العادات الحسنة  وتقويتها وعلى طرق التخلص من العادات السيئة وتضعيفها.

عندما نبحث في كتب علم النفس والتغيير السلوكي نجد الكثير من النظريات والاستراتيجيات والأساليب تتعلق بالعادات وهذا بحد ذاته مؤشر آخر مهم عن عظم هذه المسالة في حياة البشر ، بعض هذه الأدوات تناسب فئة من الناس اكثر من غيرهم ، ونلاحظ أن هناك أدوات أخرى عامة (وهي الأكثر شيوعا) تعاملت مع العادات بشكل عام موحد دون النظر لطبيعة العادة وطبيعة التجربة والظروف والمراحل التي مر بها هذا الشخص خلال اكتسابه لتلك العادة ، مما يؤدي إلى نتائج ضعيفة وعشوائية.

ومن هنا بدأتُ في صياغة مخطط التغيير العكسي للعادات RCH ، حيث كان من الضروري وجود خيارات أخرى لتغيير العادات السلبية تراعي التجربة الفردية ولا تضع حلولا عامة فقط.

وأول تطبيق عملي للمخطط كان في يوم 12/12/2011 حيث دعيت للمشاركة في مؤتمر توعوي حول التدخين في جامعة الملك سعود بالرياض، وقدمت فيه ورشة عمل عن كيفية ترك التدخين من خلال مخطط التغيير العكسي للعادات RCH ، وقد لاقت ترحيبا كبيرا وتم تكريمي حينها من الجامعة مشكورين ، ثم بدأنا بعدها بتطبيق المخطط على مجموعة من المدخنين عددهم 25 شخصا ، تراوحت مدد ممارستهم لهذه العادة من 5 إلى 15 سنة واستمرت التجربة حوالي سنة كاملة وهذه كانت أبرز النتائج من حيث التأثير:

نسبة 76% تشافي تام من التدخين

نسبة 20% تراجع كبير في معدل التدخين

نسبة 4% تراجع طفيف في معدل التدخين

ومن هنا أمكننا اعتبار مخطط RCH أداة جديدة ضمن الأدوات المساعدة على تغيير السلوك البشري تساهم في التخلص من العادات السلبية خاصة المتجذرة والقديمة ، أو على أقل تقدير تخفف من وطأتها وآثارها ، والاستفادة منها مرهونة أولا وأخيرا بالشخص نفسه وحرصه على التخلص من هذه العادة بطريقة سليمة تحميه من التعرض لصدمات قوية وصراعات مرهقة نفسيا وجسديا خلال محاولة تغيير العادات ، ويتناول البرنامج بداية بعض المحاور الهامة التي تؤسس للفهم الصحيح للعادات وتأثيرها ومستلزمات تغييرها الحتمية والتي تضمن لنا التعامل بكفاءة عالية مع تغيير العادات السلبية وفق مخطط RCH.


كتبه/ علاء ذيب

12-12-2012





المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف سيساعدني مخطط التغيير العكسي للعادات RCH؟